منذ بضعه شهور عندما كنت فى احدى زياراتى الفنيه الى الهند وتحديدا فى مدينه بوبانى سوار التى تبعد1200 كم من العاصمه الهنديه دلهى واثناء تكريمى فى جامعه كيت الدوليه من البروفيسور اشيوتا رئيس الجامعه تعرفت عليه وتبادلت معه اطراف الحديث وفتح الرجل قلبه لى وتحدث معى عن قصه كفاحه ومشوار حياته وفيما يلى اسرد عليكم قصته فى السطور القليله القادمه
كان فى الرابعه من العمر حين تلقى صدمه وفاه والده فى حادث قطار تاركا سبعه اولاد وزوجه كان اصغرهم عمره شهر واحد فى حين كان اكبرهم فى السابعه عشر من عمره وكان الاب يشغل وظيفه عامل بسيط فى احد المصانع فى احدى قرى الهند ولم يترك اى مدخرات لاعاشه الاسره المكونه من ثمانيه افراد وكان على هذه الاسره ان تنمو وسط قريه اوديشاالهنديه
وحين ادرك معاناه الاسره عمل باعمال بسيطه ليساعد اسرته معتمدا اعتمادا كليا على نفسه منذ الخامسه من عمره وكان يحتفظ بروبيه من اجره اليومى ليقدم الشاى ووجبات خفيفه لاصدقائه فى احد المقاهى قرب المدرسه التى يتلقى بها العلم مع زملائه وكان يقوم بشراء احتياجات اهل قريته من سوق القريه وتعود منذ صغره ومع تقدم عمره بما كان له من قلب ينبض بحب تقديم العون للمحتاج سواء كان من اصدقائه او اشخاص اخرين
حصل على درجه الماجيستير فى الكيمياء عمل بالتدريس فى احدى الجامعات الهنديه ثم بعد ذلك فكر هذا الشاب بمغامره انشاء معهدين هما معهد كالينجا للتكنولوجيا الصناعيه ومعهد كالينجا للعلوم الاجتماعيه فى مبنى مستاجر عامى 1992 – 1993 وكانت تلك رحله شاقه للغايه
فى عام 1994- 1995 اصبح مثقلا باعباء الديون التى بلغت 5و2 مليون روبيه مما اصابه بالاحباط ولكنه تغلب على كل هذه الصعاب بعزيمته وثقته بنفسه وصبره وعمله الشاق المضنى
واليوم فى حين ان احد هذه المؤسستين اصبحت تحتل مركز مرموق كاحد الجامعات الهنديه التى توفر الرعايه 25000 طالب وطالبه من فقراء وايتام الهند وتوفر لهم التعليم المجانى من الحضانه الى الجامعه وتوفر لهم الرعايه الطبيه والاجتماعيه و الاقامه والاعاشه المجانيه
وايضا توفر التعليم للاطفال الاثرياء القادرين وبذلك يحدث تفاهل واندماج بين طبقات المجتمع المختلفه والتقريب بين مختلف طبقات الشعب المختلفه
لم ينسى هذا الرجل اصدقاء طفولته اللذين رافقوه فى ايامه الصعبه فهو يقدم معونات ماديه كل شهر لاصدقاء الطفوله كما قدم وظائف عديده لاصدقائه فى الجامعتين .
كما لم ينسى ايضا قريته الصغيره التى نشا بها فقام بتحويلها الى قريه نموذجيه . كما ساهم ايضا فى انعاش الفن والثقافه والسينما والادب ومجالات اخرى عديده
هذا الشخص بعد ان قدم الكثير للمجتمع والناس يعيش حياه بسيطه متواضعه فى منزل متواضع بالايجار مكون من غرفتين دون ان يكون له اى املاك اوعقارات وفضل ان يعيش بمفرده وهوايته الوحيده ان يجلب الابتسامات لاوجه الالوف من الاطفال الفقراء دون النظر الى اى عقيده اوديانه
تحيه اجلال وتقدير لهذا الانسان اللذى ضحى وقدم ويقدم الكثير لخدمه واعلاء ورفعه شان بلده
انه البروفيسور اشيوتا سامنتا رئيس جامعتى كيت وكيس بالهند والمملكه المتحده
هل من الممكن ان نجد امثال هذا الرجل العظيم فى وطننا الحبيب مصر ؟؟؟